المترجم فاعلًا: مقدمة في دراسات الترجمة
يقدمه أمير زكي وحسين الحاج في أيام الخميس صباحًا من العاشرة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا ومساءًا من الخامسة مساءً وحتى الثامنة مساءًا
نعرف جميعًا أن مترجم الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ينبغي أن يكون متسلحًا بعلم وفير، ومعرفة تامة باللغة الأصلية واللغة المستهدفة، وثقافة واسعة تخص النص الذي يعمل عليه، وقراءة واسعة لآداب اللغتين، ومعرفة بعلوم اللغة والاجتماع والفلسفة. ولكن منذ التسعينيات من القرن العشرين وهذه الثقافة المطلوبة صار لها فرع معرفي يحمل اسم "دراسات الترجمة". ودراسات الترجمة مجال أكاديمي عابر للتخصص ظهر في أوروبا والولايات المتحدة، واعتمد على أعمال أقدم من منظرين من الجنوب – من أمريكا اللاتينية بشكل خاص. يشتبك المجال بالعمل الفكري في تخصصات الأدب المقارن واللغويات والتاريخ والأنثروبولوجيا، والدراسات ما بعد الكولونيالية والثقافية. تقدم دراسات الترجمة الإطار النظري الذي يجب على المترجم، أثناء ممارسته العملية، أن يكون على دراية به. تطرح "دراسات الترجمة" أسئلة وتبحث عن إجابات عن كل القضايا التي تشغل بال المترجم في ممارسته العملية. يسعى القسم الأول في هذا المساق إلى تقديم صورة عامة عن "دراسات الترجمة" للمشاركين به، من خلال قراءة فاحصة لنصوص تأسيسية عن هذا الفرع المعرفي.
في القسم الثاني من المساق سنناقش قضية "المترجم الفاعل"، سعيًا لتجاوز فكرة الاكتفاء بأن تكون مهمة المترجم أنه شخص مهني، مجرد ناقل للمعرفة، إنما ننطلق من كون المترجم شخصًا مُشّكَلَّا للمعرفة. يقدم المترجم إضافة للثقافة التي يترجم إليها، وهذه الإضافة نابعة من اختياره هو، ومن الموقف الذي ترجم من خلاله النص الأصلي، هكذا هو مشكِّل للثقافة، لا يقل دوره عن دور الكاتب. وكذلك على المترجم أن يعي أن الترجمة نفسها إضافة للنص الأصلي، هذا الذي يستلزم التعامل مع النص الأصلي بندية وبلا دونية. المترجم شخص في حالة تعلم مستمر، يسعى لتطوير مهاراته وفي الوقت نفسه يثق بها، ويتعامل مع ناشري الترجمة من منطلق هذه الثقة. هكذا هو قادر على الإسهام بفاعلية في الشأن الثقافي والاجتماعي والسياسي.
نأمل أن تتيح النصوص والنقاش للمشاركين نافذة على طرق جديدة في التفكير في ممارسة الترجمة وسياساتها وتاريخها، إلى جانب أن تفيدهم في حياتهم العملية واليومية. فإذا كنت مهتمًا بإتقان ممارسة الترجمة عبر تعزيز أدواتك وتطوير معارفك ليس من حيث النظريات العملية فحسب، بل أيضًا اﻷساليب في توظيف المصادر المتاحة من أجل تحسين مستويات الترجمة في مجالات اﻵداب والعلوم اﻹجتماعية واﻹنسانية، فربما عليك أيضًا اﻹلتحاق بمختبر سيلاس للترجمة في دورته الرابعة باﻹسكندرية
بعض قراءات المساق
عبد الفتاح كيليطو - لن تتكلم لغتي
The Translation Studies Reader (Lawrence Venutti)
Translation Studies (Susan Basnett)
يقدمه أمير زكي وحسين الحاج في أيام الخميس صباحًا من العاشرة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا ومساءًا من الخامسة مساءً وحتى الثامنة مساءًا
نعرف جميعًا أن مترجم الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ينبغي أن يكون متسلحًا بعلم وفير، ومعرفة تامة باللغة الأصلية واللغة المستهدفة، وثقافة واسعة تخص النص الذي يعمل عليه، وقراءة واسعة لآداب اللغتين، ومعرفة بعلوم اللغة والاجتماع والفلسفة. ولكن منذ التسعينيات من القرن العشرين وهذه الثقافة المطلوبة صار لها فرع معرفي يحمل اسم "دراسات الترجمة". ودراسات الترجمة مجال أكاديمي عابر للتخصص ظهر في أوروبا والولايات المتحدة، واعتمد على أعمال أقدم من منظرين من الجنوب – من أمريكا اللاتينية بشكل خاص. يشتبك المجال بالعمل الفكري في تخصصات الأدب المقارن واللغويات والتاريخ والأنثروبولوجيا، والدراسات ما بعد الكولونيالية والثقافية. تقدم دراسات الترجمة الإطار النظري الذي يجب على المترجم، أثناء ممارسته العملية، أن يكون على دراية به. تطرح "دراسات الترجمة" أسئلة وتبحث عن إجابات عن كل القضايا التي تشغل بال المترجم في ممارسته العملية. يسعى القسم الأول في هذا المساق إلى تقديم صورة عامة عن "دراسات الترجمة" للمشاركين به، من خلال قراءة فاحصة لنصوص تأسيسية عن هذا الفرع المعرفي.
في القسم الثاني من المساق سنناقش قضية "المترجم الفاعل"، سعيًا لتجاوز فكرة الاكتفاء بأن تكون مهمة المترجم أنه شخص مهني، مجرد ناقل للمعرفة، إنما ننطلق من كون المترجم شخصًا مُشّكَلَّا للمعرفة. يقدم المترجم إضافة للثقافة التي يترجم إليها، وهذه الإضافة نابعة من اختياره هو، ومن الموقف الذي ترجم من خلاله النص الأصلي، هكذا هو مشكِّل للثقافة، لا يقل دوره عن دور الكاتب. وكذلك على المترجم أن يعي أن الترجمة نفسها إضافة للنص الأصلي، هذا الذي يستلزم التعامل مع النص الأصلي بندية وبلا دونية. المترجم شخص في حالة تعلم مستمر، يسعى لتطوير مهاراته وفي الوقت نفسه يثق بها، ويتعامل مع ناشري الترجمة من منطلق هذه الثقة. هكذا هو قادر على الإسهام بفاعلية في الشأن الثقافي والاجتماعي والسياسي.
نأمل أن تتيح النصوص والنقاش للمشاركين نافذة على طرق جديدة في التفكير في ممارسة الترجمة وسياساتها وتاريخها، إلى جانب أن تفيدهم في حياتهم العملية واليومية. فإذا كنت مهتمًا بإتقان ممارسة الترجمة عبر تعزيز أدواتك وتطوير معارفك ليس من حيث النظريات العملية فحسب، بل أيضًا اﻷساليب في توظيف المصادر المتاحة من أجل تحسين مستويات الترجمة في مجالات اﻵداب والعلوم اﻹجتماعية واﻹنسانية، فربما عليك أيضًا اﻹلتحاق بمختبر سيلاس للترجمة في دورته الرابعة باﻹسكندرية
بعض قراءات المساق
عبد الفتاح كيليطو - لن تتكلم لغتي
The Translation Studies Reader (Lawrence Venutti)
Translation Studies (Susan Basnett)
أمير زكي تخرج من كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، بدأ الترجمة عام 2010 من خلال مدونته BoringBooks.net ونشر أربعة كتب مترجمة، وحصلت ترجمته لكتاب "سنة الأحلام الخطيرة" لسلافوي جيجيك على جائزة المركز القومي للترجمة عام 2014. عمل في الصحافة لسنوات، ومن أبرز تجاربه في الصحافة الثقافية المشاركة في إدارة تحرير "عالم الكتاب" من عام 2014 إلى عام 2016. يكتب القصة القصيرة وحصلت مجموعته "خط انتحار" على جائزة ساويرس للشباب.
تخرج حسين الحاج من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة. أثناء سنوات الدراسة، اهتم بإلقاء الشعر والتمثيل في المسرحيات والأفلام القصيرة وكتابة وترجمة الشعر والمقالات والقصص القصيرة التي نشرتها في المواقع والمدونات الإلكترونية. والتحول الذي مر به من عالم الفنون إلى الموضوعات السياسية الاجتماعية بعد الثورة هو الذي دفعه للإلتحاق بمعهد القاهرة للعلوم واﻵداب الحرة (سيلاس) في 2014. نظم مجموعة قراءة في دراسات الترجمة برفقة المترجمين سماح سليم وأمير زكي وأحمد حسان بمركز الصورة المعاصرة في 2015 ثم أطلق مختبر الترجمة في سيلاس عام 2016 وشارك في تسيير أعماله في السنوات التالية. صدر له ترجمة كتاب "حول نشوء أبراج الحمام: أربع مقالات فلسفية" وديوان نصوص "طيوف" عن دار يدوية السكندرية.